tg-me.com/ALGSALAF/20715
Last Update:
مُحرِّمٌ ولم تكن بينهما رَحِمٌ مُحرِّمةٌ فينبغي الْتِزامُ حدودِ الشَّرعِ في ذلك ولو في البيتِ الواحدِ، كالرَّجل مع زوجةِ أخيهِ أو بنتِ عمِّه في البيت الواحدِ إذا لم يمكن الاستقلالُ عنهم ببيتٍ.
فالحاصلُ أنَّه إذا قَوِيَ ظنُّ الأبوين بعدمِ قُدرةِ الكافلِ مِنَ الأقارب على تولِّي مَهَمَّةِ الكفالةِ سواءٌ مِنَ النَّاحيةِ المادِّيَّةِ أو الصِّحِّيَّةِ أو الأخلاقيَّة، أو يخاف مِنَ الكافلِ أَنْ يقطع عنه سبيلَ الصِّلَةِ بولده لسببٍ أو لآخَرَ، أو يخشى الرَّغبةَ الأكيدةَ مِنَ الولدِ المُتكفَّلِ به مُستقبَلًا إذا بلَغَ سِنَّ التَّمييزِ والإدراكِ أَنْ يُصِرَّ على الرُّجوع إلى أبوَيْه وإخوتِه، ولا يريدَ البقاءَ مع كافلِه، الأمرُ الَّذي قد يُسبِّبُ له الأذى البالغَ والحسرةَ الشَّديدةَ إِنْ تَعلَّقَ قلبُه بمَنْ تَكفَّلَ بتربِيَتِه وسَهِرَ في العِنايةِ به ورعايتِه أعوامًا طويلةً.
وبناءً على هذه النَّتائجِ السَّلبيَّةِ فلا أرى جائزًا تسليمَ الولدِ إلى الكافل إِنْ خُشِيَ قطيعةُ رَحِمِه، أو عدمُ الرِّعايةِ الكافيةِ، وخاصَّةً منها الجانب الدِّيني كما تَقدَّم، أو عدمُ الالتزامِ بالضَّوابطِ الشَّرعيَّةِ مع غيرِ مَحارِمِه، أو كان على المكفولِ مع نساءِ كافِلِيه حَرَجٌ في ذلك لِضيقِ البيت مثلًا وخاصَّةً في شِدَّةِ الحرِّ، بالنَّظرِ إلى عدمِ رضاعه صغيرًا وعدمِ المُسوِّغِ لرضاعه كبيرًا، بالنَّظرِ ـ أيضًا ـ إلى أنَّ له أهلًا يمكنه أَنْ يلحق بهم إذا كَبِرَ.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٠٦ جمادى الآخرة ١٤٤٦ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٤م.
https://www.tg-me.com/us/مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ/com.ALGSALAF/20715
BY مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/ALGSALAF/20715